إسرائيل وحرب الشائعات حول صحة الرئيس مبارك
كتب محمود محيى
شنت إسرائيل حرب شائعات حول صحة الرئيس مبارك منذ ليلة أمس،
الثلاثاء، واستفاضت وسائل الإعلام العبرية وبصورة تصاعدية فى إطلاق
الادعاءات حول تعرض صحة مبارك للتدهور خلال الأيام الماضية، وعن اعتزامه
التوجه إلى ألمانيا فى رحلة علاجية جديدة.
وزعمت صحيفة هاآرتس فى تقرير مطول لها اليوم، الأربعاء، أن هناك شعورا
بالقلق البالغ داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، بسبب المعلومات عن
احتمال إصابة الرئيس حسنى مبارك بمرض "السرطان"، مما أدى إلى تدهور وضعه
الصحى.
وادعت الصحيفة وجود صلة بين تأجيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين
نتانياهو، للقاهرة مرتين وبين ما وصفته بتدهور صحة مبارك، مشيرة إلى أن
ديوان الرئاسة فى مصر طلب فى البداية إجراء اللقاء اليوم، الأربعاء، فى شرم
الشيخ، ثم عاد وطلب ظهر أمس إلى نتانياهو تأجيل اللقاء إلى الأحد المقبل.
وقالت هاآرتس فى تقرير لمحرريها السياسيين، آفى يسيسخروف وباراك رافيد: "إن
السبب الرسمى لتأجيل زيارته لمصر يتعلق بالجدول الزمنى"، زاعمة أن صانعى
القرار فى المستوى السياسى والأمنى فى تل أبيب كشفوا فى الأيام الأخيرة
معلومات تبين أن الوضع الصحى للرئيس يتدهور.
كما استندت الصحيفة إلى أقوال مرسلة وشائعات تتردد عن تدهور مفاجئ لوضع
مبارك الصحى، وزعمت أن ثلاثة مسئولين مصريين أجروا اتصالات هاتفية بمسئولين
كبارا فى إسرائيل للوقوف على ما يختفى من وراء تأجيل اللقاء فى إسرائيل.
من جهة أخرى أشارت هاآرتس إلى أن مصدرا مصريا رفيعا أوضح لصحيفة "يديعوت
أحرانوت" أن "وضع الرئيس على ما يرام تماما، وأنه موجود فى القاهرة ولا
يخطط للخروج إلى الخارج"، وقالت: "إن المسئولين المصريين فضلوا تأجيل زيارة
نتانياهو إلى أن تنقضى قضية الرحلة البحرية الليبية"، وأضافت: "لا يخطر
بالبال أن يلتقى مبارك نتانياهو بعد الصدام بين سلاح البحرية الإسرائيلى
وركاب السفينة الليبية، صحيح أننا حددنا لقاء وأجلناه مرتين، لكن هذا يحدث
أحيانا لأسباب عاجلة".
وقالت الصحيفة العبرية: "إن مبارك أجل أيضا اللقاء الذى حدد له غدا،
الخميس، مع رئيس السلطة الفلسطينية على أن يلتقيا يوم الأحد، لكن بعد أن
يستضيف نتانياهو أولا.
وكان نتانياهو قد طلب أن يلقتى بمبارك قبل أن يتوجه للقاء الرئيس الأمريكى،
لكن الاثنين اتفقا آخر الأمر على أنه يفضل أن يلتقيا بعد أن يعود نتانياهو
من واشنطن، لكن عندما حددا الموعد لم تكن القافلة البحرية الليبية قد تم
البت فى شأنها بعد، حيث ينوى نتانياهو إبلاغ مبارك أثناء لقائهما ما تم فى
محادثاته فى البيت الأبيض، وسيطلب منه أن يقنع أبو مازن ببدء محادثات
مباشرة مع إسرائيل.