لتمثيل الأنيياء عليهم السلام فهو حرام قطعا ...
يقول الشيخ محمد رشيد رضا في جواب سؤال عن حكم تمثيل الانبياء ؟
:
وأما تمثيل قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقد عللوه بأنه درس وعظ مؤثر ، يعنون أن كل ما كان كذلك فهو جائز ، وهذه الكلية المطوية ممنوعة ، وتلك المقدمة الصريحة غير متعينة فإن هذه القصة قد توضع وضعا منفرا ، فلا تكون وعظا مؤثرا ، وإن من الوعظ المؤثر في النفوس ما يكون كله أو بعضه باطلا ، وكذبا وبدعا ، أو مشتملا على مفسدة أو ذريعة إليها ، ويشترط في جواز الوعظ أن يكون حقا لا مفسدة فيه ولا ذريعة إلى مفسدة ، وبناء على هذا الأصل ننظر في هذه المسألة من وجوه :
أحدها : أن العرف الإسلامي العام يعد تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إهانة لهم أو مزريا بقدرهم ، ومما أعهد من الوقائع في ذلك أن بعض النصارى كانوا أرادوا أن يمثلوا قصة يوسف عليه السلام في بعض المدن السورية فهاج المسلمون لذلك ، وحاولوا منعهم بالقوة ، ورفع الأمر إلى الأستانة فصدرت إرادة السلطان عبد الحميد بمنع تمثيل تلك القصة وأمثالها ، فإن قيل إن بعض مسلمي مصر كأولئك المتعلمين القائلين بالجواز لا يعدون ذلك إهانة ولا إزراء إذ لا يخفى على مسلم أن إهانة الأنبياء أو الإزراء بهم أقل ما يقال فيه إنه من كبائر المعاصي ، وقد يكون كفرا صريحا وردة عن الإسلام ، نقول إنما العبرة في العرف بالجمهور الذي تربى على آداب الإسلام وأحكامه لا بالأفراد القلائل ، ومن غلبت عليهم التقاليد الإفرنجية ، حتى صاروا يفضلونها على الآداب الإسلامية ، كذلك القاضي الأهلي الذي حكم ببراءة أستاذ مدرسة أميرية غازل امرأة محصنة وتصباها ، وكاشفها بافتتانه بجمالها حتى هجره الرقاد ، وواصله السهاد .
فشكت المحصنة هذه الوقاحة إلى زوجها فرفع الزوج الأمر إلى قاضي العقوبات طالبا تعزير ذلك العادي المفتات ، فكان رأي القاضي أن مغازلة المحصنات الحسان وتصبيهن ، يحتمل ذلك الكلام الذي يفسدهن على أزواجهن ، ولا يقتضي سجنا ولا غرامة ، ولا تأنيبا ، ولا ملامة ؛ لأنه إظهار لحب الحسن والجمال ، وهو من ترقي الذوق وآيات الكمال ، ولكن ما رآه هذا القاضي المتفرنج حسنا وكمالا ، رآه السواد الأعظم من المسلمين نقصا قبيحا ، وأنكره عليه في الجرائد حتى منعتها مراقبة المطبوعات من التمادي في الإنكار ، واستأنف الزوج الحكم فنقضه الاستئناف ، وحكم بأن كلام ذلك الأستاذ جريمة منافية للآداب ، ولو حاول بعض أجواق التمثيل تمثيل قصة أحد الرسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام- لرأوا من إنكار العلماء والجرائد ما لا يخطر ببال أولئك الأفراد الذين يرون جوازه ، ولو وقع مثل ذلك في بلد لم تذلل أهله سيطرة الحكام لما كان إلا مثارا للفتنة ولتصدى الناس لصد الممثلين بالقوة ، بل يغلب على ظني أن أكثر الناس يعدون تمثيل الأمراء والسلاطين ، وكبار رجال العلم والدين ، مما يزري بمقامهم ، ويضع من قدرهم ، وأن أحدا من هؤلاء الكبراء لا يرضى لنفسه ذلك .
الوجه الثاني : إن أكثر الممثلين لهذه القصص من سواد العامة ، وأرقاهم في الصناعة لا يرتقي إلى مقام الخاصة ، فإن فرضنا أن جمهور أهل العرف لا يرون تمثيل الأنبياء إزراء بهم على إطلاقه أفلا يعدون من الإزراء والإخلال بما يجب لهم من التعظيم أن يسمى ( السي فلان ) أو ( الخواجة فلان ) إبراهيم خليل الله أو موسى كليم الله أو عيسى روح الله أو محمدا خاتم رسل الله ؟ فيقال له في دار التمثيل : يا رسول الله ما قولك في كذا . . . . . . فيقول كذا . . . . . . ولا يبعد بعد ذلك أن يخاطبه بعض الخلعاء بهذا اللقب في غير وقت التمثيل على سبيل الحكاية أو من باب التهكم والزراية ، كأن يراه بعضهم يرتكب إثما فيقول له : مدد يا رسول الله! ألا إن أباحة تمثيل هؤلاء الناس للأنبياء قد تؤدي إلى مثل هذا ، وكفى به مانعا لو لم يكن ثم غيره .
الوجه الثالث : تمثيل الرسول في حالة أو هيئة تزري بمقامه ولو في أنفس العوام وذلك محظور ، وإن كان تمثيلا لشيء وقع ، مثال ذلك أن يمثل بعض هؤلاء الممثلين المعروفين يوسف الصديق عليه السلام بهيئة بدوي مملوك تراوده سيدته عن نفسه وتقد قميصه من دبره ، ثم يمثله مسجونا مع المجرمين ويتجلى النظر في هذا الوجه ببيان مسألة من أعظم المسائل يغفل عنها أمثال أولئك الباحثين الذين ذكرهم المستفتي ، وهي أن الرسل -عليهم الصلاة والسلام- بشر ميزهم الله تعالى بما خصهم به من الوحي ، وهداية الخلق إلى الحق ، وقد كانت بشريتهم حجابا على أعين الكافرين حال دون إدراك خصوصيتهم ، فأنكروا أن يكون الرسول بشرا مثلهم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق .
وروي عن المسيح -عليه السلام- أن النبي لا يهان إلا في وطنه وقومه ، وقال بعض العلماء في المعنى : أزهد الناس في الولي أهله وجيرانه ، أي لأنهم قلما يرون منه إلا ما هو مشارك لهم فيه من الصفات والعادات وأما ما يمتاز به من دقائق الورع والتقوى والمعرفة بالله تعالى فمنه ما هو سلبي لا يفطنون له ، ومنه ما هو خفي لا يدركونه ، ولذلك احتيج في إيمان أكثر الناس بالرسل قبل الارتقاء العقلي إلى الآيات الكونية ، وبعده إلى الآيات العلمية ، ( كالقرآن الحكيم من الأمي ) والذين يؤمنون بالرسل من بعدهم يسمعون من أخبار آياتهم وخصائصهم وفضائلهم أكثر مما يسمعون من أخبار عاداتهم وصفاتهم البشرية ، وبذلك يكون تعظيمهم وإجلالهم لهم غير مشوب بما يضعف الإيمان بهم من تصور شئونهم البشرية ، على أن الواجب أن يعرفوا منها ما يحول دون الغلو في التعظيم والإطراء الذي يدفع به الغلاة الأنبياء إلى مقام الربوبية والإلهية ، والتفريط في ذلك كالإفراط .
فتمثيل أحوال الأنبياء وشئونهم البشرية بصفة تعد زراية عليهم وازدراء بهم أو مفضية إلى ضعف الإيمان والإخلال بالتعظيم المشروع مفسدة من المفاسد التي يحظرها الشرع ، فكيف إذا أضيف إليها كون التمثيل في حد ذاته يعد في العرف العام تنقيصا أو إخلالا ما بما يجب من التكريم وكون الممثلين من عوام الناس ، وقد علمت ما في هذا وذاك ؟
الوجه الرابع : إن من خصائص القصص التمثيلية الكذب ، وإن الكذب على الأنبياء ليس كالكذب على غيرهم ، فإذا جاز أن يسند إلى أسماء لا مسميات لها كلام تقصد به العظة والفائدة كما يحكون مثل ذلك عن ألسنة الطير والوحش ، وهو ما احتج به الحريري في فاتحة مقاماته على جواز وضعه لها ، وإذا صح أن يقاس على ذلك إسناد مثل ذلك الكلام إلى أناس معروفين من الملوك وغيرهم فيما لا ضرر فيه ولا إفساد في التاريخ ولا غيره من الحقائق ، إذا جاز ما ذكر وصح القياس فلا يظهر جواز مثله في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، على أن في المسألة نصا لا محل للقياس مع مورده ، قال صلى الله عليه وسلم : « إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » .
رواه الشيخان في الصحيحين وغيرهما من حديث سعيد بن زيد ، وروى عجزه -وهو من كذب علي إلخ- متواترا ، وروى أحمد من حديث عمر مرفوعا : « من كذب علي فهو في النار » وهو مطلق لم يقيد بالتعمد ، وإسناده صحيح وقياس الكذب على غيره من إخوانه الرسل عليه الصلاة والسلام جلي ، فهو أقرب من قياس الكذب على الرسل على الكذب على العجماوات الذي احتج به الحريري ، وأشار إلى اتفاق العلماء على جوازه الكذب عليهم يشمل ما يحكى عنهم من أقوال لم يقولوها ، وما يسند إليهم من أعمال لم يعملوها .
فإن قيل : إنه يمكن وضع قصة لبعض الرسل يلتزم فيها الصدق في كل ما يحكى عنه أو يسند إليه ، قلنا : إن النقل الذي يعتد به عند المسلمين هو نقل الكتاب والسنة ، ولا يوجد قصة من قصص الأنبياء في القرآن يمكن فيها ذلك إلا قصة يوسف ، وكذا قصة موسى وقصة سليمان مع ملكة سبأ إذا جعل التطويل فيهن في غير الحكاية عنهم ، والأولى هي التي يرغب فيها الممثلون ويرجى أن يقبل على حضور تمثيلها الكثيرون ، وفيها من النظر الخاص ما بيناه في الوجه الثالث ، أما السنة فليس في أخبارها المرفوعة ولا الموقوفة ما يبلغ أن يكون قصة تصلح للتمثيل إلا وقائع السيرة المحمدية الشريفة ، والعلماء بها لا يكاد أحد منهم يقدم على جمع طائفة منها وجعلها قصة تمثيلية . وإذا فتح هذا الباب ووجد منهم من يدخله على سبيل الندرة لا يلبث أن يسبقه إليه كثير من الجاهلين بالسنة المتقنين لوضع هذه القصص بالأسلوب الذي يرغب فيه الجمهور فيضعون من قصص الأنبياء المشتملة على الكذب ما يكون أروج عند طلاب الكسب بالتمثيل فيكون وضع الصحيح ذريعة إلى هذه المفسدة .
فعلم من هذه الوجوه أن جواز تمثيل قصة رسول من رسل الله عليهم السلام يتوقف على اجتناب جميع ما ذكر من المفاسد وذرائعها بحيث يرى من يعتد بمعرفتهم وعرفهم من المسلمين أنه لا يعد إزراء بهم ، ولا منافيا لما يجب من تعظيم قدرهم صلوات الله وسلامه عليهم وعلى من اهتدى بهم .
[ قرار لجنة الفتوى بالأزهر ]
كما صدرت فتوى مستفيضة من اللجنة المختصة بالفتوى في مجلة الأزهر في عددها الصادر في رجب عام 1374 في حكم تمثيل الأنبياء قد يكون في مبررات القول بمنع تمثيلهم ما يصلح مبررا للقول بمنع تمثيل الصحابة وهذا نص المقصود منه :
التمثيل في المسرح تشخيص الأفراد الذين تتألف منهم القصة أو الرواية التي يراد عرضها على النظارة تشخيصا يحكيها طبق أصلها الواقع أو المتخيل ، أو هو بعبارة موجزة ترجمة حية للقصة وأصحابها .
وقد تلتقط صورة للمثلين في المسرح على شريط خاص يسمونه " الفلم " ليعرض على النظارة في شاشة السينما .
هل يمكن تمثيل الأنبياء ؟
لندع القصص المكذوبة على أنبياء الله جانبا ، ولنفترض أن التمثيل لا يتناول إلا القصص الحق الذي قدمنا شذرات منه عاجلة ، ثم نتساءل :
1 - كيف يمثل آدم أبو البشر وزوجه وهما يأكلان من الشجرة ؟ وما هي هذه الشجرة ؟ أهي شجرة الحنطة ؟ أم هي شجرة التين ؟ أم هي النخلة ؟ . . . وعلى أي حال نمثلهما وقد طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ؟ وهل نمثل الله تعالى وقد ناداهما (( أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ))[سورة الأعراف الآية 22 ] ؟ أو نترك تمثيله تعالى وهو ركن في الرواية ركين ؟ سبحانك سبحانك نعوذ بك من سخطك ونقمتك ومن هذا الكفر المبين ؟ ؟
2 - وكيف يمثل موسى وهو يناجي ربه ؟ وكيف يمثل وقد وكز المصري فقتله ؟ بل كيف يمثل وقد أحاط به فرعون والسحرة ، ورماه فرعون بأنه مهين ، ولا يكاد يبين ؟ وكيف تمثل العقدة ، التي طلب من الله أن يحلها من لسانه ؟ وما مبلغ كفر النظارة والممثلين إذا أفلتت - ولا بد أن تفلت- منهم فلتة مضحكة أو هازلة حينما يتمثلون الرسولين وقد أخذ أحدهما برأس الآخر وجره إليه ؟ وما مبلغ التبديل والتغيير لخلق الله الفطري ليطابق هذا الخلق الصناعي وقد عملت فيه أدوات الأصباغ والعلاج عملها ؟
3 - وكيف يمثل يوسف الصديق وقد همت به امرأة العزيز ، وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ؟ وما تفسير الهم في لغة الفن ؟
4 - وكيف يمثل أنبياء الله وأقوامهم يرمونهم بالسحر تارة ، وبالكهانة والجنون تارة أخرى ؟ بل كيف يمثلون حينما كانوا يرعون الغنم " وما من نبي إلا رعاها " ؟ بل كيف يمثلون وقد آذاهم المشركون ولم يستح بعضهم أن يرمي القذر والنجس على خاتم النبيين وهو في الصلاة والكفار يتضاحكون ؟ سيقول السفهاء من النظارة -وما أكثرهم- مقالة المستهزئين الكافرين من قبل (( أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ؟))[سورة الفرقان الآية 41] وسيغضب فريق لأنبياء الله ورسوله فيقاتلون السفهاء وينتقمون منهم وتقوم المعارك الدينية لا محالة (( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ))[سورة الشعراء الآية 227]
تمثيل الأنبياء تنقيص لهم
لسنا بحاجة بعد هذا إلى بيان أن من قصص الأنبياء ما لا يستطاع تشخيصه ، وأن ما يستطاع تشخيصه من قصصهم فهو تنقيص لهم ، وزراية بهم ، وحط من مقامهم ، وانتهاك لحرماتهم وحرمات الله الذي اختارهم لرسالته واصطفاهم لدعوته . . . لا ريب في ذلك كله ولا جدال . . .
وهذا كله في القصص الحق الذي قصه الله علينا ورسوله ، وأما القصص الباطل -وما أكثره- فهو زور على زور وكفر على كفر ، وهو البلاء والطامة . . وما نظن أن أحدا يستطيع أن يجادل في هذه الحقائق الناصعة . . وأكبر علمنا أن أول من يخضع لها ويؤمن بها هو أهل الفن أنفسهم فإنهم أرهف حسا وأشد إدراكا لمقتضيات التمثيل وملابساته .
على أنا لو افترضنا محالا ، أو سلمنا جدلا بأن تمثيل الأنبياء لا نقيصة فيه ولا مهانة ، فلن نستطيع بحال أن نتجاهل أنه ذريعة إلى اقتحام حمى الأنبياء وابتذالهم ، وتعريضهم للسخرية والمهانة ، فالنتيجة التي لا مناص منها ولا مفر : أن تشخيص الأنبياء تنقيص لهم أو ذريعة إلى هذا التنقيص لا محالة .
سد الذرائع
وسد الذرائع ركن من أركان الدين والسياسة . . فقد أجمع العلماء أخذا من كتاب الله وبيان ورسوله على أن من أعمال الناس وأقوالهم ما حرمه الله تعالى ؛ لأنه يشتمل على المفسدة من غير وساطة : كالغضب والقذف والقتل بغير حق ، وأن من الأعمال والأقوال ما حرمه الله سبحانه ؛ لأنه ذريعة إلى المفسدة ووسيلة إليها ، وإن لم يكن هو في نفسه مشتملا على المفسدة . . ومن ذلك مناولة السكين لمن يسفك بها دما معصوما ، فالمناولة في نفسها عارية عن المفسدة ، ولكنها وسيلة إليها ، ومن ذلك سب معبودات المشركين وهم يسمعون ، فهو في نفسه جائز ، ولكنه منع لجره إلى مفسدة ، وهي إطلاق ألسنة المشركين بسب الله تعالى ، ولهذا نهانا الله سبحانه عن هذا السب فقال : (( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ))[سورة الأنعام الآية 108]
ومن هذا القبيل تفضيل بعض الأنبياء على بعض ، هو نفسه جائز ، فقد فضل الله بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات ، ولكنه يمنع حينما يجر إلى الفتنة والعصيبة . . وقد تخاصم مسلم ويهودي في العهد النبوي ، ولطم المسلم وجه اليهودي ؛ لأنه أقسم بالذي اصطفى موسى على العالمين ، وأقسم المسلم بالذي اصطفى محمدا على العالمين . . فلما بلغت الخصومة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم عليهم أجمعين غضب حتى عرف الغضب في وجهه ، وقال : « لا تخيروني على موسى ». ثم أثنى عليه بما هو أهله ونهاهم أن يفضلوا بين أنبياء الله تعالى سدا لذريعة الفتن وحرصا على وقارهم صلوات الله وسلامه عليهم . . . وإذا كانت الدول تشدد في سد الذرائع وترى ذلك ركنا من أركان السياسة والأمن والنظام والمعاملات الدنيوية ، فإنه في العقائد أخلق ، وفي مقام النبوة أوجب وأحق .
ولي عودة باذن الله .
__________________
قال حماد بن زيد :قيل لأيوب السختياني:العلم اليوم أكثر أم أقل ؟!
فقال أيوب :(الكلام اليوم أكثر !! والعلم كان قبل اليوم أكثر