هل تسترد الثورة المصرية ؟
اليوم هو موعد المصريين مع جمعة استرداد الثورة والاسم يوحى لنا بأن
الثورة تمت سرقتها من قبل رجال الحزب الوطنى المنحل المنبوذين من الحزب
وعلى رأسهم المشير وعصام شرف بحكوماته المتوالية التى كانت تضم وما زالت
غالبية من أعضاء الحزب الوطنى المنحل .
ثورة
بلا قائد هى هراء ولعب عيال فهذه الثورة ومثلها الثورات فى المنطقة
العربية هى انقلابات داخلية فالثلاث دول مصر وتونس وليبيا يتولى الحكم
فيها نفس رجال الأحزاب الثلاثة المنحلة الوطنى والدستورى واللجان الشعبية .
هل ثار الشعب فعلا ؟
نعم ثار الشعب ولكن بعد أن بدأ الرجال المنبوذين ومن يريدون سدة الحكم فى
الأحزاب الثلاثة الثورة باطلاق بعض الشرارات التى جعلت الشعب الصامت يخرج
ويلتحم بالباقين وهو لا يدرى ما يحاك له بليل.
كل
ما حدث بعد الثورات هو أن من تولوا الحكم ساروا على نفس نهج الحكام
السابقين مع اطلاق حرية الكلام والتظاهر كنوع من اراحة الناس ولكن لم
يغيروا شيئا فالفساد هو الفساد والظلم هو الظلم
هذه السياسة تسمى سياسة دع الكلاب تنبح فالقافلة تسير فالكلاب وهى نحن
الشعب الضعيف تنبح أى تتكلم عن حقوقها وقافلة الحكم تسير كما كانت تسير
والاختلاف فقط هو أن الأنظمة السابقة كانت بعد المظاهرات والإضرابات تقبض
على رءوس المظاهرات والاضرابات وتعذب من تعذب وتقتل من تقتل وتسجن من تسجن
ولكن الآن لا يوجد شىء من هذا إلا القليل .
جمعة
استرداد الثورة ستكون ككل الجمع جمعة فاشلة لأن النظام القائم يحتمى
بالسلاح والمصيبة أن هذا السلاح فى أيدى بعض الشعب وهم الجيش والشرطة
ورجالهم يتبعون الأوامر من الرؤساء ولا يتبعون القانون الذى يوجب أن يقفوا
ضد الظالمين .
الثورة
لن تسترد عبر المظاهرات والاعتصامات على الإطلاق فالثورة لابد أن تكون
ثورة دموية لها قادة يحاربون دفاعا عن الحق والعدل وإلا فليذهب كل منكم
إلى داره فهذه نهاية المطاف