منذ فترة ليست بقصيرة كان شعلة من النشاط ذو ملامح فرحة وحيوية يُحسد
عليها .... الأن ... هو العكس تماما ... تغلفه مشاعر الإحباط تكسو ملامحه
الكآبة وكأنه كبر عشرة أعوام فجأة ..... ينفذ ماأطلبه منه إنجازه فى إطار
المحدد له دون مناقشة أو إستفسار عما قد يكون قد غُم عليه ... أخيراً قررت
معرفة سر هذا التحول وخاصة أنه بدأ يؤثر سلبياً على العمل ... فبعد إنتهاء
أخر إجتماع إنصرف الجميع وطلبت منه أن ينتظر لحظة
بعد إنصرافهم جلس أمامى كالطفل .... سألته عنوة عن سبب تلك الحالة
المزرية التى يبدو عليها وتلك الحالة التىى تتلبسه منذ فترة
نظر إلى منكسراً ... أعتذر عن تقصيرى فى أداء واجبى وسأتقدم بطلب
أجازة قصيرة أستعيد فيها نفسى مرة أخرى
أوضحت له أنى أسأله كأم وليس كرئيس له فى العمل
فطمأننى قائلاً : فترة وحتعدى... وكرر إعتذاره
بس مشكلة فى البيت ملخبطانى شوية .... أجبته لو مش تدخل فى
خصوصيتك ممكن تقولهالى يمكن أقدر أساعدك فى حلها ....
بإقتضاب ودون أن ينظر لى قال .... أمى
سألته بقلق .... تعبانه لاقدر الله ؟؟؟؟
أجاب بغضب .... تعبانى
أخفيت دهشتى خلف إبتسامتى مداعبة إياه .... ياراجل حرام عليك تلاقيك
إنت اللى مطلع عينها
دون أن ينظر لى ... ألقاها فى وجهى بلهجة حارقة .... عايزة تتجوز
أجبته ... وإنت طبعاً معترض ؟؟؟؟؟
أجاب : أكيد إزاى أوافق على حاجة زى دى
طلبت منه الهدوء وتصفية ذهنه بتمرين تنفس طلبت منه تكراره ثلاث
مرات .... وبعدها طلبت منه وبدون الدخول فى التفاصيل
الإنصات لى
عند مواجهة مشكلة ما .... ماهو الطريق الأمثل لحلها ... أولا البحث فى
الأسباب وتقييم الموقف بشكل موضوعى لتقويم الأمور ووضعها فى مكانها
الصحيح ... فبداية عليه تحويل الصورة السلبية للموقف إلى صورة إيجابية
بمعنى أنه يرى زواج أمه وهو إبن الخامسة والعشرون خطأ وعيب فماذا إذا
ماحوله إلى صورته الإيجابية أنه شرع الله وحلاله .... ثانياً الا يتعامل مع
أمه على أنها مجرد رمز جسدى
مقدس لا يمكن الإقتراب منه بل هى كيان متكامل يجب أن يتوافق ويتسق ذاتياً
مع مفردات شخصيته ومتطلباتها لتتواصل بشكل سوى مع نفسها ومع كل مايحيط بها
فالزواج له جوانب أخرى تساهم فى تكامل الشخصية على كل المستويات
ثالثاً أخبرته أنه بنظرته
للزواج تلك النظرة الدونية يدنس قدسية هذا الرابط الرائع الذى شرعه الله
ولم يقصره سوى عن الأطفال فقط لأنهم قد لا يقدرون تلك القدسية ويتفهمون
أبعادها ... فلا يكن مثل الأطفال وينطوى تفكيره على مثل ذلك ...... لانت
ملامحه قليلا ولكنه لم يفصح عن إرتياحه
ثم شكرنى مستأذناً
فى الصباح وجدت على مكتبى طلب أجازة لمدة ثلاث أيام .... وفى صباح اليوم الرابع
وجدته ينتظرنى فى مكتبى . .... وقد عاد سيرته الأولى التى عهدتها فيه من قبل
بادرنى
أسف إضطريت أخد الأجازة فجأة
ماما كانت محتاجانى معاها نحضر الأوراق الناقصة لإتمام الزواج
ثم شكرنى واعداً إياى بمزيد من النشاط وتعويض مافات
غمرتنى سعادة لم أشتم رائحتها من فترة وأقبلت على العمل بروح مختلفة
فماذا عنكم أنتم إذا ماواجه أحدكم هذا الموقف
هل يمكنكم تغيير تابوه الأم المقدسة ؟؟؟؟؟؟