هل حقا اسرائيل فوق ويكليكس؟

Dec 7 2010
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هل حقا إسرائيل فوق ويكيليكس كما كانت دائما فوق كل شيء؟




للمرة الميلون تثبت إسرائيل أنها فوق الجميع.. عشرات القرارات الأممية تضرب بها إسرائيل عرض الحائط لتثبت أنها فوق القانون الدولي.. مئات التصرفات غير المسئولة تقوم بها إسرائيل لتثبت أنها فوق المحاسبة.. انتصارات ساحقة على أوباما لتثبت أنها فوق أمريكا.. واليوم تثبت إسرائيل أنها فوق ويكيليكس..

حين أعلن ويكيليكس -موقع الفضائح العسكرية الأشهر على مستوى العالم والخاص بنشر التسريبات العسكرية- عن امتلاكه لمئات الآلاف من الوثائق السرية لمراسلات دبلوماسية أمريكية سرية للغاية حول العالم.. أصبحت إسرائيل بعد ذلك مثل القط المبلول، ستفضح عالميا بالتأكيد.. فهي بالتأكيد صاحبة النسبة الأعظم من الوثائق السرية والتعاملات المشبوهة مع الولايات المتحدة الأمريكية: وثائق الحروب القذرة في لبنان 2006 وفي غزة 2009.. وثائق القتل والاغتيالات، اغتيال أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، بل "اغتيال" ياسر عرفات، واغتيال محمود المبحوح في دبي.. وثائق عشرات العمليات المنظمة، وعشرات الاختراقات لدول العالم، وقصة الفيلم الإيراني وأحداثه المتوالية..
<BLOCKQUOTE>

حالة الفضح التي تمّت للحكام العرب، وكشف مخاوفهم الزائدة تجاه إيران تخدم بالتأكيد المخطط الإسرائيلي للحشد ضد إيران، وخلق حالة من العداء الواضح برغم أنف القادة العرب، الذين تقوم سياستهم دائما على مبدأ الصمت المعلن فيما يخص إيران، بينما الرسائل السرية تظهر العكس تماما
</BLOCKQUOTE>المعروف أن إسرائيل لا تقطع أمرا دون مشاورة الولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا لا تُقدِم على فعل ما إلا بعد حساب علاقته بإسرائيل.. نحن لا نتحدث عن أمريكا أوباما، بقدر ما نتحدث عن أمريكا بوش الحليف الأقوى لإسرائيل، وبالتأكيد لدينا فيما يخص إسرائيل آلاف الوثائق الكارثية، والفضائح العالمية التي لو كشفها ويكيليكس لكشف للعالم كله وجها إسرائيليا في غاية القبح..

ولكن أين اختفت إسرائيل؟ ولمَ لمْ يكشف ويكيليكس ملفها الأسود؟

أسمعك تقول إنها ربما لا توجد لها أي صفحات سوداء، وإن نظام "الأوبن بوفيه" الذي يتعامل به الدبلوماسيون الإسرائيليون هو الذي لم يترك وراء إسرائيل ما تخجل من كشفه؛ لأن كله على عينك يا تاجر.. ولكن يا صديقي اسمح لي أن أختلف معك.. فلو نظرت إلى مدى الفزع الذي انتاب إسرائيل بعد الإعلان عن وجود الوثائق السرية، وحالة الرعب لدى القيادات السياسية ووسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية، ومحاولة الخارجية الأمريكية استباق الوثائق بالتشاور مع عدد من دول العالم منها إسرائيل، فستتأكد أن هناك الكثير مما تخاف عليه إسرائيل.. فلماذا خرجت إسرائيل من وثائق ويكيليكس زي الشعرة من العجين؟

هذا ليس السؤال الوحيد.. بل هناك السؤال الأهم والذي سيفتح عليّ باب جحيم إخواننا حسني النية أعداء نظرية المؤامرة، لكنني سأسأل: لماذا خرجت الوثائق مؤيدة تماما لذات الاتجاه الذي تسعى فيه إسرائيل؟ لماذا خدمت الوثائق حتى الآن التوجّه الأهم لإسرائيل وهو: إيران أولا، ولا إشارة واحدة لفلسطين؟؟

حالة الفضح التي تمّت للحكام العرب، وكشف مخاوفهم الزائدة تجاه إيران تخدم بالتأكيد المخطط الإسرائيلي للحشد ضد إيران، وخلق حالة من العداء الواضح برغم أنف القادة العرب، الذين تقوم سياستهم دائما على مبدأ الصمت المعلن فيما يخص إيران، بينما الرسائل السرية تظهر العكس تماما، مما لا يتيح لهم كثيرا من الخيارات، مع تأكيد خفي على أن إسرائيل بإمكانها بالفعل ضرب إيران بكل بساطة..

غياب فلسطين تماما من الوثائق التي نشرت حتى الآن يؤكد التوجّه ذاته، لذلك أخشى أن نقول إن دورا خفيا ما قد تمّ في الفترة بين الإعلان عن الوثائق ونشرها، ومن المعروف أن اللوبيات الصهيونية لها مخالبها الممتدة، والتي تطول كل ركن في العالم، والدعاية الإسرائيلية وسيطرتها المطلقة على كثير من المنابر الإعلامية على مستوى العالم كفيل بحماية إسرائيل وأسرار إسرائيل، حتى لو فشلت الدولة العظمى في حماية أمنها وأسرارها..

بل يمكنني أن أذهب إلى أبعد من ذلك، فأفترض أن البقية الباقية من وثائق ويكيليكس ستكشف ما إذا كان نجاح إسرائيل في التستر على فضائحها مجرد تفاوض وتفاهم، أم نخلع القبّعة لنظرية المؤامرة؛ التي ستثبت أن القصة من الأصل خطة إسرائيلية محكمة، تستهدف خلق حالة من الفضيحة، لا تبقي للتجمّل مكانا، في ظل تعاملها مع وسط عربي يجيد الفصل التام بين المعلن والخفي.. وحتى هذه اللحظة لننتظر مع الشاعر الجاهلي الذي قال:

والمهم أيضا أننا نقوم بحرفية شديدة بأداء دور الشاعر المش جاهلي الذي قال:

بكره نقعد جنب الحيطة ونسمع الزيطة