بينَ الرّكامِ ذِكرَى صُورٍ لَا تمُوتْ
دَمعةٍ عَلى خدّ الوجعْ تُعانِق الرّوحَ
احتِضاناً لِـ الدّفءْ
رُفاتٍ يَعبقُ بِـ عُمقِ الرّوحِ
سُكنَى خُلودْ
يُفتّتُ العِظامَ وَ يَطحنُ بَقايَا الْأملْ
نَاراً تَحْرقُ حنايَا النّوَى
وَ كَانَ بهَا الرّمادُ انتَثرْ
أيَا ضِحكَة الفَرحْ تَهمسِينَ
لِـ الغِيابِ }~
أنْ أقبل وَطناً يُسكنك القِممْ
أنفَاسٌ يُخرسُها الحَنيـنْ
و يَحرسُها صَمتُ الْأنيـنْ
آهَاتٍ تلفِظُنَا وَ تَخنقُ الوَتينْ
حَشرجةُ قَلبٍ وَ آهاتِ سِنينْ
وَ زَفرَاتٍ تتَعالَى بِـ سَقمٍ لَا يَلينْ
وَ وُئدَتْ البَسمَة حتّى حِينْ ..!
على حافة الروح }~
انصهارٌ يُذيبُ صَقيعُ الْاحتِواء
وَ فَوقَ الجَبينِ تَجّلتْ الْأحزَانْ
وصالٌ شُحّ ماؤه وَ انْدثَارْ
صَرخاتٌ مَدفُوعةٌ بِـ عُمقِ الوَجعْ
وَ علَى خَاصِرةِ اليَأسِ تَستكينُ الْأروَاحْ
تَغفُو بسُباتٍ تَستلذّه الْأنفَاسْ
نِسمَةُ هَواءٍ وَ زَخّة مَطرٍ وفير
أهَاجتْ بمَراكبِ الحَنينْ شَطرَ الرّحيلْ
دُروبٌ مُغلّفة بِـ الْأشَواكْ
وَ غُبَار يتَشبّثُ بِـ الْأطرَافْ
رِحلَة لَا تَستَقيمُ إلّا بِـ الضّياعْ
و وُصولٌ مَوشُومٌ بِـ آهاتِ صُرَاخْ
أمَانِي عِجافْ }~
تَناثَرَتْ مِلحاً فَوقَ مقَابرِ الوَجعْ
وَ إلَى المَنفَى تُركنُ لَحظاتُ الفَرَحْ
أيَا دَمعَة الخَد الحَزينْ تَجُودينَ
عَلى الرّوحِ بِـ فَيْضٍ كَ الوَدَقْ
لَم يَبقَى سِوى حُزنٌ يُصاحبُنِي
وَ ضَجيجٌ يِتسَربلُ بِـ أعمَاقِي
أحذَروا الشّوكِ الدّامِي لِـ الفُؤادِ نَزفاً
أخشَى علَى أروَاحكُم أنْ تَستَفيقَ
وَ تُفجَعْ ..!
فَ فِي مَحجَر الحُزن دَمعٌ ذَا غَرَقْ ..}