الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) هي تجمع واسع من مختلف القوى السياسية المصرية هدفت وقت انطلاقها عام 2004 إلى تأسيس شرعية جديدة في مصر لما بعد تنحية نظام حسني مبارك عن السلطة.
ومنذ بدايتها ركزت الحركة على رفضها للتجديد للرئيس حسني مبارك لفترة رئاسة خامسة، ورفضها ما رأته من مناورات سياسية وتشريعية وإعلامية هدفها التمهيد لتولي ابنه جمال مبارك الرئاسة من بعده، فرفعت شعاري "لا للتمديد" و "لا للتوريث".
مشروع الشرق الأوسط الكبير استنفر الحركات الاجتماعية للنهوض
فى سبتمبر 2004 أعلن عن تأسيس "الحركة المصرية من أجل التغيير" والتى رفعت بعد ذلك شعار (كفاية) وعرفت به، وذلك عقب مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى طرحته الولايات المتحدة الأمريكية لإصلاح المنطقة، والذى لم يستنفر فحسب قوى وأحزابا سياسية عديدة بل ودولا وحكومات أيضاً فى مصر وفى المنطقة لتقديم مشروعات أخرى.
كما أنه استنفر أيضاً مجموعة من الشخصيات والنشطاء المستقلين وغير المستقلين، والذين رأوا أن هناك ضرورة لتحرك واسع ومباشر وعملى يتجاوز الأحزاب والقوى السياسية التى اعتبرها بعضهم ضمناً سلبية أو عاجزة، ومن ثم فقد تحركت هذه الشخصيات لتشكيل ما يمكن أن نصفه بحركة اجتماعية جديدة قوامها الرئيسى أقرب ما يكون إلى ائتلاف سياسى واسع، وينتمى معظم قادتها إلى أبناء جيل السبعينيات.
بداية حركة كفاية علي يد الشيوخ من جيل المناضلين بالسبعينات
كان جورج إسحاق منسق حركة كفاية مشغولا بدعوة أبناء جيل السبعينيات؛ لأخذ زمام المبادرة فى الحياة السياسية المصرية منذ احتفالية جيل السبعينيات التى دعا إليها مركزا المحروسة والجيل فى فبراير 1997 احتفالاً بمرور 25 عاما على انتفاضة الطلاب فى يناير 1972، و25 سنة على انتفاضة 18 و19 يناير، حيث أحيت هذه الاحتفالية التى استنفرت لحضورها قرابة الألف من قادة الحركة الطلابية فى السبعينيات الكثير من الوجد والكثير من الأمل فى أن يعود هذا الجيل إلى لعب دور على الساحة السياسية بعد أن نجحت أجهزة الأمن والاستبداد وعبر ضربات بوليسية متلاحقة فى استبعاد الكثير من قادته وعناصره من المجال العام.
لم تنته احتفالية جيل السبعينيات إلى نتائج مباشرة مبهرة، وعلى الرغم من ذلك فإن مجرد التقاء هذا الجمع بعد طول غياب قد شكل الأرضية التى ربما تكون قد لعبت دوراً فى توفير مناخ مناسب لتأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير والمعروفة باسم كفاية.
الدعوة لتأسيس حركة كفاية
تشكلت كفاية فعليا عقب التغيير الوزاري المصري في يوليو 2004، حيث استجاب لأول دعوة لتأسيس كفاية حوالى ثلاثمائة شخصية سياسية ينتمون إلى أغلب ألوان الطيف السياسى فى مصر، وصاغ الثلاثمائة من المثقفين المصريين والشخصيات العامة وثيقة تأسيسية تطالب بتغيير سياسي حقيقي في مصر، وبإنهاء الظلم الاقتصادي والفساد في السياسة الخارجية.
وشكل نشطاء كفاية اللذين كانوا جميعا من أبناء جيل السبعينيات، ما يشبه ائتلافا بين أربع مجموعات: ( المجموعة الأولى: مجموعة حزب الوسط بقيادة أبو العلا ماضى، وكانت المجموعة الرئيسية التى ساهمت فى حوار جيل السبعينيات من الإسلاميين، والمجموعة الثانية: فكانت مجموعة الكرامة بقيادة حمدين صباحى وأمين اسكندر، وكانت أيضاً المجموعة الرئيسية والوحيدة التى ساهمت فى حوار جيل السبعينيات من الناصريين.