إسرائيل قلقة من مرحلة ما بعد مبارك
كتبت ريم عبد الحميد
رجحت مجلة أمريكية أن تشهد مصر قريباً التطور السياسى الأكثر
أهمية منذ ثلاثة عقود، وقالت مجلة "ذا ترومبت" الأمريكية أن النقاش الذى
يثار حول صحة الرئيس مبارك يثير تساؤلات حول من سيحل محله، وكذلك تساؤلات
تتعلق بمستقبل مصر والشرق الأوسط بأكمله واعتبرت المجلة أن هذه التساؤلات
ليست ذات أهمية للمصريين فقط، ولكن كذلك لإسرائيل ولأمريكا.
وتطرق براد ماكدونالد، كاتب المقال الذى نشرته المجلة الذى جاء تحت عنوان
"حاكم مصر القادم" إلى تأثير ذلك على إسرائيل والشرق الأوسط بشكل عام،
قائلاً: "إن هذا الأمر سيكون له آثار جمة، كما أنه سيكون انتصارا ساحقاً
لإيران، فبالنسبة للجمهورية الإسلامية فإن تشكيل محور مع القاهرة سيقدم لها
أكثر من حليف مهم، بل سوف يوفر ذلك لإيران ووكلائها الإرهابيين مزايا
تكتيكية وإستراتيجية لتغيير قواعد اللعبة فيما يتعلق بالدولة العبرية".
ومضى فى تصور تبعات تحالف القاهرة وطهران قائلاً: "إن ذلك سيكون بمثابة
كابوس لإسرائيل التى ستواجه احتمال أن تصبح حدودها الجنوبية منطلقاً للهجوم
عليها من قبل الدولة الشيعية".
وزعم براد ماكدونالد أن الرئيس مبارك أعد نجله جمال ليتولى الحكم بعده، على
الرغم من أنه لم يعلن ذلك رسمياً، ورجح الكاتب ألا يتم انتقال الحكم بشكل
سلس، فعلى الرغم من أن جمال مبارك لديه علاقات قوية برجال الأعمال إلا أن
علاقته بالمؤسسة العسكرية واهية.
ومضى الكاتب فى القول إن الفوضى السياسية التى ستشهدها مصر بعد مبارك ستقدم
فرصة طال انتظارها لكثير من المعارضين، وسيواجه جمال مبارك معارضة قوية من
أعدائه الذين أصبحوا لا يخشونه.
ويرى ماكدونالد أن الجماعة التى ستستفيد بشكل أكبر من غياب الرئيس مبارك عن
الساحة السياسية هى "الإخوان المسلمين" وتحدث عن تصاعد نفوذ الجماعة
وتأثيرها، واتهمها بالمسئولية عن صعود حركة حماس وبروز القاعدة وإقامة
علاقات قوية مع إيران.
وتزداد الشعبية السياسية للإخوان فى هذه الآونة بفضل التأييد الذى حصلوا
عليه من قبل المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد
البرادعى الذى عاد إلى مصر فى فبراير الماضى بعد 12 غياب قضاها فى فيينا
شاغلاً المنصب الدولى.
واعتبر الكاتب أن حصول الإخوان على تأييد البرادعى سيقدم لهم الكثير من المكاسب بالتأكيد فى فترة ما بعد مبارك.