♥
♥بـــــــــــــــسم الله الرحـــــــمن الرحـــــــــــــــيم♥
♥
♥
كيد امرأة وذكاء رجل
♥
زعموا أنّ أحـد المـلـوك كان يحب أكل السمك، فجاءه يومًا صياد ومعه سمكه كبيرة، فأهداها للملك ووضعها بين يديه فأعجبته فأمر له بأربعة الآف درهم.
فقالت له زوجته: بئس ما صنع. فقال الملك لماذا؟
فقالت: لأنك إذا أعطيت بعد هذا لأخرين أقل من ذلك قسيقولون أعطانا أقل من الصياد.
فقال الملك: لقد صدقت، ولكن لا يستطيع بالملوك أن يرجعوا في هباتهم، وقد فات الأمر.
فقالت له زوجته: أنا أدبر هذا الحال، فسألها: وكيف ذلك؟
فقالت: تدعو الصياد وتقول له: هذه السمكه ذكر هي أم أنثى؟ فإن قال ذكر، فقل إنما طلبت أنثى، وإن قال أنثى قل إنما طلبت ذكرًا.
فنودي على الصياد، فقال له الملك: هذه السمكة ذكر أم انثى؟
فأجابه الصياد: هذه خنثى، لا ذكر ولاأنثى؟
فضحك الملك من كلامه وأمر له بأربعة الآف درهم، فمضى الصياد إلى الخازن وقبض منه ثمانية الآف درهم ووضعها في جراب كان معه وحملها على عنقه وهمّ بالخروج فوقع من الجراب درهم واحد، فوضع الصياد الجراب عن كاهله وانحنى على الدرهم فأخذه والملك وزوجته ينظران إليه.
فقالت زوجة الملك للملك: أرأيت خسة هذا الرجل وسفالته، سقط منه درهم واحد فألقى عن كاهله ثمانية الآف درهم وانحنى على الدرهم فأخذه ولم يسهل عليه أن يتركه ليأخذه غلام من غلمان الملك.
فغضب الملك منه وقال لزوجته: صدقت.
ثم أمر بإعادة الصياد وقال له: ياساقط الهمة لست بإنسان، وضعت هذا المال عن عنقك لأجل درهم واحد، وأسفت أن تتركه في مكانه؟
فقال الصياد: أطال الله بقاءك أيها الملك، إنني لم أرفع هذا الدرهم لقيمته عندي، وإنما رفعته عن الأرض لأنّ على وجهه صورة الملك وعلى الوجه الآخر اسم الملك، فخشيت أن يأتي غيري بغير علم ويضع عليه قدميه فيكون ذلك استخفافًا باسم الملك، وأكون أنا السبب.
فعجب الملك من كلامه واستحسن ما ذكره فأمر له بأربعة الآف درهم. فعـاد الصياد ومعه اثنا عشرألف درهم.
عندها أمر الملك مناديًا لينادي:
لا يتدبر أحد برأي النساء فإنه من تدبر برأيهنّ وأتمر بأمرهن فسوف يخسر ثلاثة أضعاف دراهمه