بسم الله الرحمن الرحيم وسلاما على المرسلين , والحمد لله رب العالمين وبعد :
أخوانى وأحبابى المسلمين أعضاء منتدي أحلي عرب
أنقل لكم هذه القصة التى أرجو أن تنال إعجابكم
جاء في كتاب عجائب المخلوقات للأمام
القزويني : أن عابدا سمع قوما يعبدون شجرة من دون الله , فحمل فأسا وذهب
ليقطع تلك الشجرة , فلقيه إبليس في صورة شيخ , فقال له : إلى أين وأي شيء
تريد ؟ يرحمك الله , فقال :
أريد قطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله , فقال له : ما أنت وذاك ؟
تركت عبادتك وتفرغت لهذا . فالقوم أن قطعتها يعبدون غيرها . فقال العابد :
لا بد لي من قطعها , فقال إبليس : أنا أمنعك من قطعها , فصارعه العابد
وضربه على الأرض , وقعد على صدره , فقال له إبليس أطلقني حتى أكلمك ,
فأطلقه فقال له : يا هذا أن الله تعالى قد أسقط عنك هذا , وله عباد في
الأرض لو شاء أمرهم بقطعها , فقال له العبد : لا بد لي من قطعها . . .
فدعاه للمصارعة مرة ثانية , وصرعه العابد . فقال له إبليس : هل لك أن تجعل
بيني وبينك أمرا هو خير لك من هذا الذي تريد ؟ فقال له : وماهو ؟ فقال له
: أنت رجل فقير , فلعلك تريد أن تتفضل على إخوانك وجيرانك وتستغني عن
الناس . فقال : نعم , فقال إبليس : ارجع عن ذلك , ولك علي أن أجعل تحت
رأسك كل ليلة دنارين تأخذهما تنفقهما على عيالك , وتتصدق منهما فيكون ذلك
أنفع لك وللمسلمين من قطع هذه الشجرة , فتفكر العابد وقال : صدقت فيما قلت
, فعاهدني على ذلك و وحلف له إبليس , وعاد العابد إلى متعبده . . . فلما
أصبح العابد رأى دينارين تحت رأسه , فأخذهما , وكذلك في اليوم الثاني .
فلما كان في اليوم الثالث وما بعده لم ير العابد شيئا , فغضب وأخذ الفأس
وذهب نحو الشجرة ليقطعها , فاستقبله إبليس في صورة ذلك الشيخ الذي لقيه
أول مرة , وقال له : أين تريد ؟ قال العابد : إلى قطع هذه الشجرة , قال له
: ليس إلى ذلك من سبيل . فتناوله العابد ليغلبه كما غلبه من قبل ذلك .
فقال إبليس : هيهات هيهات ! وأخذ العابد وضربه على الأرض كالعصفور , ثم
قال : لئن لم تنته عن هذا الأمر لذبحتك . فقال العابد : خل عني وأخبرني
كيف غلبتني ؟ فقال إبليس : لما غضبت لله تعالى سخرني الله لك وهزمني أمامك
. والآن غضبت للدنيا ولنفسك فصرعتك .
أرجوا لنا كلنا أن نتعلم الحكمة في هذه القصة